منذ تخرجى أنا وزملاء الدراسة كمهندسين فى آخر ديسمبر سنة ألف وتسعمائة وسبعون تم تجنيدنا جنود بالقوات المسلحة لحاجة الجيش إلى مؤهلات عليا ذوى كفاءة ليتعاملوا مع أجهزة ميكروويف حديثة من الإتحاد السوفييتى ولما كان هناك عدد من الجنود لايستوعبون هذه الأجهزة بسهولة تم تحويلنا إلى ضباط إحتياط بنفس الوحدة العسكرية حتى يستفاد من تدريبنا وقد قام المقدم/ آمال الحلبى قائدنا بهذه الفترة بتدريبنا لنكون نواة للتدريب والقتال بصفوف القيادة العامة للقوات المسلحة بسلاح الإشارة وقد قام السادات منذ عام ألف وتسعمائه وإحدى وسبعون بعمل مناورات عسكرية ورفع درجات إستعدادنا وكأننا سنحارب لعدة شهور وطبيعى أن تستنفر إسرائيل قواتها وأرهقها ذلك ماديا ومعنويا ,فى تلك الفترة وفى كل مرة تنتهى دون حرب حتى ظننا أنفسنا أننا لن نحارب وبديهى أن تظن إسرائيل ذلك حتى جاء عام ألف وتسعمائه وثلاث وسبعون بعد المناورات فقام بإرسال بعض الضباط للعمرة بالمملكة العربية السعودية وكذا تم سحب الخبراء الروس إلى روسيا فتأكد العدو الإسرائيلى أننا لن نحارب وتم إختيار ساعة الصفر يوم السبت عيد الغفران لليهود( حيث يحتفلون ويلهون ويسكرون) والساعةالثانية والربع ظهرا حيث المد والجزر فى قناة السويس أقل مايمكن فى هذا الوقت من السادس من أكتوبر والشمس فى شدتها فى أعين الجنود الإسرائيليين وقد قام بعض الفدائيين بسد فتحات أنابيب البترول أو النابالم كما كانوا يروجون بالأسمنت وقد قالوأنهم سوف يحولوا قناة السويس إلى جهنم تشوى السمك فيها وإذا فكرالجنود المصريين فى العبور ستشويهم وقامت مائتا طائرة من سلاح الجو المصرى بقيادة محمد حسنى مبارك ( قائد القوات االجوية) بقصف العدو بالخطوط الخلفية وكان لهذه الضربة بالحقيقة أثرا كبيرا فى النصر القريب وكذ ألف مدفع هاون ومدفعية للقصف الشديد وهذه تسمى تمهيد القصف للهجوم حيث يختفى العدو بالخنادق ولايخرج فتستطيع القوات أن تعبر بنجاح وقامت صواريخنا بضرب الطائرات التى تحاول عرقلة القوات وضرب قواربها المطاطية ووصلت القوات إلى الضفة الشرقية وصعدت تلال الرمال بسلالم خشبية وحبال ورفع الجندى محمد أول علم مصرى على خط بارليف الذى بناه هذا الخبير من الرمال وحديد السكك الحديدية بسيناء والتى خلعتها إسرائيل لتضعها لتكون حدودها مع مصر إلى الأبد وقد قالو أن القنبلة الذرية لن تدمر خط بارليف وفى ست ساعات عبرت معظم قواتنا المحاربة إلى شرق القناة وأيضا فتحت خراطيم المياه فى بعض التلال ممرات التى يمكن لجنودنا من الضفة الغربية العبور منها مع دباباتهم لتحميهم بعد نصب جسور عائمة سريعة التجهيز خلال ساعة فقط وصرخت جولدا مائير رئيسة الوزارة الإسرائيلية وبكت وقالت ستحتل إسرائيل وباليوم التالى بدأت أعنف معركة دبابات بالتاريخ حيث ظلت الرمال بسيناء حمراء ملتهبة لمدة أسبوع وقد قام جندى مصرى بقصف أول دبابة من كول من كتيبة دبابات إسرائيلية وقصف آخر دبابة بمدفع آر بى جى ثم بدأيتسلى على باقى الدبابات المحاصرة فاستسلم قائدها المقدم عساف ياجورى له وهو يرفع يديه وأسره وكانت كلمة السر بالمعركة " الله أكبر " ونحن صائمون وقد كنت فى مواقع متقدمة من الحرب بالضفة الغربية لقناة السويس وقد لجأت أمريكا لمد إسرائيل بأسلحة متطورة ودبابات (على الزيرو ) وبها قوات بسيناء تم إسقاطها خلف خطوط العدو فاخترقت ثغرة بين الجيش الثانى والجيش الثالث تسمى الدفرسوار ببحيرة التمساح وكان قائدها شارون الذى رأس وزارة إسرائيل فيما بعد وبرغم ذلك فقد قام اللواء الشاذلى بتصفيتهم يوميا ووعد الرئيس السادات بذلك وكان فيها تقريبا نصف الجيش الإسرائيلى وإذا تم تصفيتها وكنا نستطيع ذلك لكانت كارثة على إسرائيل وقد هددت أمريكا السادات بإحتلال القاهرة إذا فكر بذلك ورأيى أننا كان يجب أن نصفيها حتى لو أحتلت القاهرة ولكن حكمة السادات دفعته لقبول محادثات الكيلو مائة وواحد وقد إشتركت فيها ضمن سلاح الإشارة وبعد الإتفاق قام السادات بزيارة إسرائيل وكانت مفاجأة للجميع وقال لهم على إسرائيل أن تتخلى عن أحلام التوسع وتنسى إسرائيل الكبرى من النيل للفرات إذا أرادت أن تعيش بسلام ,الحقيقة هذه المعركة أعادت للمصريين كرامتهم وعزتهم وأرعبت الغرور الإسرائيلى وهذه الحرب تدرس بالإستراتيجيات العسكرية بالعالم ومن كثرة حبى لسيناء عملت بها مديرا عاما للإرسال التليفزيونى والإذاعى لمدة خمس سنوات ثم رئيسا لمنطقة سيناء لعام ونصف حتى خرجت للمعاش وأنا بها وقد تحركت فى كل شبر فيها وكأنى أقبلها وأودعها حبيبتى سيناء,وأرجو من المسئولين الإهتمام بها.
*****************************************************************
***************************************************
حرب تحرير سيناء
*****************
الجمسى وإسماعيل السادات كلفهم
لمهام العبور وبالغالى حلفهم
وروح الشهيد رياض بتساندهم
وجيشنا بالضفة الغربية جندهم
واليوزباشى فاروق وجابروصبحى
والبكباشى آمال الحلبى دربهم
لأنهم مهندسين أبدا ماأتخروش
بالروح والدم وكل ماعندهم
**************************
بسلاح الإشارة يربطوا القيادة
بجنودهم الأحرار وأوامر الريادة
حالفين لترجع لينا السيادة
على أرض سينا وهيا عبادة
بساعة الصفر وصايمين برمضان
وبعشرة منه جاهزين للشهادة
الساعة إتنين بستة أكتوبر
زحفنا نهاجم عدونا لجهاده
***********************
وراحوا لفتحات النابالم يسدوها
بالأسمنت والتلال برضه هدوها
خراطيم مية النيل بتزغزغ
رمال سينا عشان حايعبروها
ومدوا الجسور مابين الشطآن
لاجل دباباتنا اللى صففوها
وألف مدفع هاون يدب
فوق رؤوس العدو يدمروها
وميتين طيارة مبارك قالهم
روحوا لقوات صهيون تقصفوها
*************************
ورفع محمد العلم بحرية
فوق تبة الضفة الشرقية
الله أكبر !! بتهز الأرض
تحت أقدام جنود حرامية
سرقوا أحلام الجندى وآماله
واليوم إنتصار القومية العربية
مصر والعرب إيد واحده
ضد المجرمين وأبناء الصهيونية
*************************
وصواريخنا من قواعدها طالعه
لطيارات العدو بالسما والعه
فاكرينها تكية أمهم جولدا
وهى شايفة أخبار جنودها وسامعه
تصرخ لأمريكا إنقذينا ياماما
وهى تبكى بعينيها بالدمعة
تقول مصر حتحتل إسرائيل
غيتونا يإما مالناش أى رجعة
**************************
ووصل أبطالنا بشهامة للممرات
واتمركزوا يستعدوا لماهو آت
وبدأت أعنف حرب دبابات
وجندى مصرى وراهم الويلات
ضرب أول دبابة بكتيبة
وآخر دبابة فوقفت التحركات
ونزل عساف ياجورى قائدهم
رافع إيده ونازل صوات
**************************
وجنودنا خلوا الرمال تقيد
حالفين يرجعوا منتصرين بالعيد
ماهمه صايمين وعايزين يعيدوا
بعد رمضان وسينا بالإيد
وأعنف حرب بالتاريخ إستمرت
وريناهم الويل وجنودنا حديد
ماناموش حتى يسلم العدو
هزموهم وأسروهم وصاروا عبيد
**************************
ونزلت أمريكا دبابات بسينا
وعدادها مصفر مخصوص لينا
وجه شارون بتمثيلية بالدفرسوار
عامل ثغرة عشان يفاوضونا
وحافظ الأسد بسوريا جنبينا
القذافى وفيصل وسلاحهم عندينا
القائد الشاذلى بيدمر جنودهم
والسادات بالكيلو مية وواحد ومفاوضينا
******************************
وإتفقوا يسيبوا سينا مدحورين
وخرج العسكرى اليهودى حزين
من شرم ا لشيخ وطابا والعريش
والسادات بالقدس كلهم مستمعين
قالهم تتخلوا نهائيا عن أحلامكم
وبكامب ديفيد وقعوا وهمه ساكتين
مناحم بيجين و شيمون بيريز
والسادات وكارتر كلهم مفاوضين
**************************
ووقفت قوات الطوارئ بالحدود
وجنودنا صاحيين زى الأسود
واليهود دمروا ياميت وسابوها
ورجعت العريش وطابا بالورود
وراحت قواتنا تحرس الممرات
بالكيلو إتنين وعشرين والسدود
وبدأت أرسل إذاعتنا وتليفزيونا
بالعريش وطور سينا للحدود
********************
ماهوه زى ماكنت فيها بقاتل
برضه مهندس جواها براسل
إذاعة تليفزيون ماهيه حبيبتى
لازم أسعدها وأساند العامل
وجهدى الباقى من عمرى ليها
لغاية المعاش والوقت الخامل
وحبها بقلبى جوايا مايضيع
وياريت تحبها زيى ياكامل
**************************
تأليف الشاعر: عصفور الجنة
***********************************************
هناك 4 تعليقات:
الان لم نفقد فقط الاهتمام بسيناء بل بالمواطن المصري نفسه
نظام مبارك نجح فى افقاد الشباب الانتماء..نجح فى احباطه و دفعه لزج بنفسه فى المخاطر هربا من بلده
تحياتي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شرفت بتواجدى هنا فى مدونتك الراقية
وسعدت بالتعرف على شخصك الكريم
تقبل مرورى وتقديرى واحترامى
أخوك
محمد
الأخت تريز ...
تحية وإحتراما لرأيك الذى أعتز به وهو صحيح وكنت أتمنى رأيك فيما أقول فهو واقع عشته وأصوره كما حدث وآسف على تأخرى بالرد لعطا النيت عندى .وشكرا على تواجك الذى أسعدنى . فاروق
الأخ الفاضل محمد الجرايحى .. تحية وإحتراما ..
سعدت بإطراءك وأرجو إعطائى رأيك بصراحة دون مواربة وشكرا على تواجدك . فاروق
إرسال تعليق